بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَلَوِ ٱتَّبَعَ ٱلۡحَقُّ أَهۡوَآءَهُمۡ لَفَسَدَتِ ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلۡأَرۡضُ وَمَن فِيهِنَّۚ بَلۡ أَتَيۡنَٰهُم بِذِكۡرِهِمۡ فَهُمۡ عَن ذِكۡرِهِم مُّعۡرِضُونَ} (71)

قوله عز وجل : { وَلَوِ اتبع الحق أَهْوَاءهُمْ } ، والحق هو الله تعالى ، يعني : لو اتبع الله أهواءهم يعني : مرادهم ، { لَفَسَدَتِ *** السموات والأرض *** وَمَن فِيهِنَّ } ، يعني : لهلكت ، لأن أهواءهم ومرادهم مختلفة ؛ ويقال : لو كانت الآلهة بأهوائهم ، كما قالوا : لفسدت السموات ، كقوله : { لَوْ كَانَ فِيهِمَآ آلِهَةٌ إِلاَّ الله لَفَسَدَتَا فسبحان الله رَبِّ العرش عَمَّا يَصِفُونَ } [ الأنبياء : 22 ] . ثم قال : { بَلْ أتيناهم بِذِكْرِهِمْ } ، يعني : أنزلنا إليهم جبريل عليه السلام بعزهم وشرفهم ، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم . { فَهُمْ عَن ذِكْرِهِمْ مُّعْرِضُونَ } ، يعني : عن القرآن ، أي تاركوه لا يؤمنون به .