قوله عز وجل : { وَعِبَادُ الرحمن الذين يَمْشُونَ } يعني : وإن من عباد الرحمن عباداً يمشون { على الأرض هَوْناً } يعني : يمضون متواضعين ، وهذا جواب لقولهم { وَمَا الرحمن أَنَسْجُدُ } ؟ فقال : الرحمن الذي جعل في السماء بروجاً ، وهو الذي له عباد مثل هؤلاء . يعني : أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن كان مثل حالهم ، وهذا كقوله : { جنات عَدْنٍ التى وَعَدَ الرحمن عِبَادَهُ بالغيب إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيّاً } [ مريم : 61 ] وكقوله : { والذين اجتنبوا الطاغوت أَن يَعْبُدُوهَا وأنابوا إِلَى الله لَهُمُ البشرى فَبَشِّرْ عِبَادِ والذين } [ الزمر : 17 ] الآية .
وقال مجاهد : { يمشون على الأرض هوناً } في طاعة الله متواضعين . ويقال : هوناً ، أي : هيناً لا جور فيه على أحد ، ولا أذى . ويقال : هوناً يعني : سكينة ووقاراً . وحلماً . { وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجاهلون } يعني : كلمهم الجاهلون بالجهل { قَالُواْ سَلاَماً } يعني : سداداً من القول . ويقال : ردوا إليهم بالجميل . وقال الحسن : أي حلماً لا يجهلون ، وإن جهل عليهم حلموا . وقال الكلبي : نسخت بآية القتال وقال بعضهم : هذا خطأ ، لأن هذا ليس بأمر ، ولكنه خير من حالهم ، والنسخ يجري في الأمر والنهي
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.