بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَٱلَّذِينَ لَا يَدۡعُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ وَلَا يَقۡتُلُونَ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ وَلَا يَزۡنُونَۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ يَلۡقَ أَثَامٗا} (68)

ثم قال عز وجل : { والذين لاَ يَدْعُونَ مَعَ الله إلها ءاخَرَ } يعني : لا يشركون بالله . ويقال : الشرك ثلاثة : أولها أن يعبد غير الله تعالى ، والثاني أن يطيع مخلوقاً بما يأمره من المعصية ، والثالث أن يعمل لغير وجه الله تعالى ، فالأول كفر والآخران معصية ثم قال : { وَلاَ تَقْتُلُواْ النفس التى حَرَّمَ الله إِلاَّ بالحق } أي إلا بإحدى خصال ثلاث وقد ذكرناه . { وَلاَ يَزْنُونَ } يعني : لا يستحلون الزنى ، ولا يقتلون النفس { وَمَن يَفْعَلْ ذلك } يعني : الشرك والقتل والزنى { يَلْقَ أَثَاماً } قال الكلبي يعني : عقاباً في النار ، وذكر عن سيبويه والخليل أنهما قالا : معناه جزاء الآثام . ويقال : الآثام العقوبة وقال الشاعر :

جَزَى الله ابْنَ عُرْوَةَ حِينَ أَمْسَى . . . عَقُوقاً فَالْعُقُوقُ لَهُ أَثَامُ

أي عقوبة