بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{كُلُّ نَفۡسٖ ذَآئِقَةُ ٱلۡمَوۡتِۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوۡنَ أُجُورَكُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۖ فَمَن زُحۡزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ وَأُدۡخِلَ ٱلۡجَنَّةَ فَقَدۡ فَازَۗ وَمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَآ إِلَّا مَتَٰعُ ٱلۡغُرُورِ} (185)

ثم قال تعالى : { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الموت } قال الكلبي : لما نزل قوله تعالى : { كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ } [ الرحمن : 26 ] قالت الملائكة هلك أهل الأرض ، فلما نزل : { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الموت } أيقنت الملائكة أنها هلكت معهم . ثم قال { وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ } أي توفون ثواب أعمالكم { يَوْمَ القيامة فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النار } يقول بَعُد وَنُحِّي عنها { وَأُدْخِلَ الجنة فَقَدْ فَازَ } يعني : نجا وسعد في الجنة . حدثنا محمد بن الفضل قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا إبراهيم بن يوسف ، قال : حدثنا المسيب عن الأعمش ، عن زيد بن وهب ، عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة ، عن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ وَيَدْخُلَ الجَنَّةَ فَلْيَأت إِلَى النَّاسِ مَا يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْه » وقوله : { وَما الحياة الدنيا إِلاَّ متاع الغرور } قال ابن عباس : { متاع الغرور } مثل القدر والقارورة والسكرجة ونحو ذلك ، لأن ذلك لا يدوم ، وكذلك الدنيا تزول وتفنى ولا تبقى . ويقال : هو مثل الزجاج الذي يسرع إليه الكسر ، ولا يصلحه الجبر . ويقال : كزاد المسافر ، يسرع إليه الفناء فكذلك الدنيا .