بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{۞لَتُبۡلَوُنَّ فِيٓ أَمۡوَٰلِكُمۡ وَأَنفُسِكُمۡ وَلَتَسۡمَعُنَّ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ مِن قَبۡلِكُمۡ وَمِنَ ٱلَّذِينَ أَشۡرَكُوٓاْ أَذٗى كَثِيرٗاۚ وَإِن تَصۡبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَٰلِكَ مِنۡ عَزۡمِ ٱلۡأُمُورِ} (186)

قوله تعالى : { لَتُبْلَوُنَّ في أموالكم وَأَنفُسِكُمْ } يقول : لتختبرن في أموالكم بالنقصان والذهاب ، ويقال بوجوب الحقوق فيها وفي { أنفسكم } ، بالأمراض والأوجاع والقتل { وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الذين أُوتُواْ الكتاب مِن قَبْلِكُمْ } حين قالوا : { لَّقَدْ سَمِعَ الله قَوْلَ الذين قالوا إِنَّ الله فَقِيرٌ وَنَحْنُ أغنياء سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ وَقَتْلَهُمُ الأنبياء بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُواْ عَذَابَ الحريق } [ آل عمران : 181 ] { وَمِنَ الذين أَشْرَكُواْ } يعني مشركي العرب { أَذًى كَثِيراً } باللسان والفعل ، ويقال : نزلت الآية في شأن أبي بكر رضي الله عنه ، كانوا أهل الجاهلية يهددونه ويشتمونه ويقولون : إن ما يفعله محمد صلى الله عليه وسلم بمشاورته ، فأمره الله تعالى بأن يصبر على أذاهم . فقال تعالى : { وَأَن تَصْبِرُواْ } على أذاهم { وَتَتَّقُواْ } المكافأة ويقال وتتقوا معاصيه { فَإِنَّ ذلك مِنْ عَزْمِ الأمور } يعني من حقائق الأمور . ويقال : إن ذلك الصبر من خير الأمور .