{ الذين يَذْكُرُونَ الله قياما وَقُعُوداً } أي يصلون لله قياماً إن استطاعوا على القيام ، وقعوداً إن لم يستطيعوا القيام { وعلى جُنُوبِهِمْ } إن لم يستطيعوا القعود لزمانة .
ويقال : معناه الذين يذكرون الله في الأحوال كلها في حال القيام والقعود والاضطجاع ، كما قال في آية أخرى : { يا أيها الذين آمَنُواْ اذكروا الله ذِكْراً كَثِيراً } [ الأحزاب : 41 ] ثم قال : { وَيَتَفَكَّرُونَ في خَلْقِ السماوات والأرض } أي يعتبرون في خلقهما . قال : حدثنا الخليل بن أحمد ، قال : حدثنا السراج ، قال : حدثنا قتيبة ، قال : حدثنا ابن زرارة الحلبي ، عن أبي حباب ، عن عطاء بن أبي رباح قال : دخلت مع ابن عمر وعبيد بن عمير على عائشة ، فسلمنا عليها فقالت : من هؤلاء ؟ فقلت : عبد الله بن عمر ، وعبيد بن عمير . فقالت : مرحباً بك يا عبيد بن عمير ، ما لك لا تزورنا ؟ فقال عبيد : زر غبّاً تَزْدَدْ حُبّاً فقال ابن عمر : دعونا من هذا ، حدثينا بأعجب ما رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فبكت بكاء شديداً ثم قالت : كل أمره عجب ، أتاني في ليلتي فدخل في فراشي حتى ألصق جلده بجلدي ، فقال : « يَا عَائِشَةُ أَتَأْذَنِينَ لِي أنْ أَعْبُدَ رَبِّي » فقلت : والله إني لأحب قربك ، والله إني لأحب هواك . فقام إلى قربة ماء فتوضأ ، ثم قام فبكى وهو قائم حتى روت الدموع حجره ، ثم اتكأ على شقه الأيمن ، ووضع يده اليمنى تحت خده الأيمن ، فبكى حتى روت الدموع الأرض . ثم أتاه بلال بعدما أذن للفجر ، فلما رآه يبكي قال : أتبكي يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ فقال : « يَا بِلالُ أفَلا أَكُونُ عَبْداً شَكُوراً ، وَمَا لِي لا أبْكِي وَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ اللَّيْلَةُ { إِنَّ فِي خَلْق السماوات والأرض إِلَى . . . قَوْلُهُ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } وَيْلٌ لِمَنْ قَرَأَها وَلَمْ يَتَفَكَّرْ فِيهَا » وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : « تَفَكَّرُوا فِي الخَلْقِ وَلا تَتَفَكَّرُوا فِي الخَالِقِ » وقال صلى الله عليه وسلم : « تَفَكُّرُ سَاعَةٍ خَيْرٌ مِنْ عِبَادَةِ سَنَةٍ »
ثم قال تعالى عز وجل : { رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا باطلا } أي يتفكرون ويقولون : { ربنا ما خلقت هذا باطلاً } عبثاً بغير شيء ، ولكن خلقتهما لأمر هو كائن { سبحانك فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } يعني ادفع عذاب النار . وقال الزجاج : معنى { سبحانك } أي تنزيهاً لك من أن تكون خلقتهما باطلاً { فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } أي صدَّقْنا رسلك ، وسلَّمنا أن لك جنة وناراً { فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.