بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{أَشِحَّةً عَلَيۡكُمۡۖ فَإِذَا جَآءَ ٱلۡخَوۡفُ رَأَيۡتَهُمۡ يَنظُرُونَ إِلَيۡكَ تَدُورُ أَعۡيُنُهُمۡ كَٱلَّذِي يُغۡشَىٰ عَلَيۡهِ مِنَ ٱلۡمَوۡتِۖ فَإِذَا ذَهَبَ ٱلۡخَوۡفُ سَلَقُوكُم بِأَلۡسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى ٱلۡخَيۡرِۚ أُوْلَـٰٓئِكَ لَمۡ يُؤۡمِنُواْ فَأَحۡبَطَ ٱللَّهُ أَعۡمَٰلَهُمۡۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٗا} (19)

ثم قال عز وجل : { أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ } يعني : أشفقة عليكم ، حتى يعوقكم يا معشر المسلمين . ويقال : يعني : بخلاء في النفقة عليكمْ ويقال : فيه تقديم . فكأنه يقول : ولا يأتون البأس شفقة عليكم أي : لم يحضروا شفقة عليكم { إِلاَّ قَلِيلاً } يعني : لا قليلاً ولا كثيراً . { فَإِذَا جَاء الخوف } يعني : خوف القتال { رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ } من الخوف { تَدورُ أَعْيُنُهُمْ كالذي يغشى عَلَيْهِ مِنَ الموت } يعني : تدور أعينهم كدوران الذي هو في غشيان الموت ونزعاته جبناً وخوفاً { فَإِذَا ذَهَبَ الخوف } وجاءت قسمة الغنيمة { سَلَقُوكُم } يعني : رموكم . ويقال : طعنوا فيكم { بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ } يعني : سلاط باسطة بالشر { أَشِحَّةً عَلَى الخير } يعني : حرصاً على الغنيمة . ويقال : بخلاً على الغنيمة { أوْلَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُواْ } يعني : لم يصدقوا حقّ التصديق { فَأَحْبَطَ الله أعمالهم } يعني : أبطل الله ثواب أعمالهم . { وَكَانَ ذلك عَلَى الله يَسِيراً } يعني : إبطال أعمالهم . ويقال : عذابهم في الآخرة على الله { يسيرا } يعني : على الله هيّن .