بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{أَفَلَمۡ يَرَوۡاْ إِلَىٰ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِۚ إِن نَّشَأۡ نَخۡسِفۡ بِهِمُ ٱلۡأَرۡضَ أَوۡ نُسۡقِطۡ عَلَيۡهِمۡ كِسَفٗا مِّنَ ٱلسَّمَآءِۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗ لِّكُلِّ عَبۡدٖ مُّنِيبٖ} (9)

ثم خوفهم ليعتبروا فقال عز وجل : { أَفَلَمْ يَرَوْاْ إلى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مّنَ السماء والأرض } لأن الإنسان حيثما نظر ، رأى السماء والأرض . قال قتادة : إن نظرت عن يمينك أو عن شمالك ، أو بين يديك أو من خلفك رأيت السماء والأرض { إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الأرض } يعني : تغور بهم وتبتلعهم الأرض { أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً مّنَ السماء } يعني : جانباً من السماء . قرأ حمزة والكسائي : { إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ } { أو يسقط } الثلاثة كلها بالياء . وقرأ الباقون : كلها بالنون . فمن قرأ بالياء : فمعناه إن يشأ الله . ومن قرأ بالنون فهو على معنى الإضافة إلى نفسه .

ثم قال عز وجل : { إِنَّ في ذَلِكَ لآيَةً } يعني : لعبرة { لّكُلّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ } يعني : مقبل إلى طاعة الله عز وجل . ويقال : مخلص القلب بالتوحيد . ويقال : مشتاق إلى ربه . ويقال : { أَفَلَمْ يَرَوْاْ إلى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ } يعني : أفلم يعلموا أن الله خالقهم ، وخالق السماوات والأرض ، وهو قادر على أن يخسف بهم إن لم يوحدوا { إِنَّ في ذَلِكَ لآيَةً } أي : لعلامة لوحدانيتي .