الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{أَفَلَمۡ يَرَوۡاْ إِلَىٰ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِۚ إِن نَّشَأۡ نَخۡسِفۡ بِهِمُ ٱلۡأَرۡضَ أَوۡ نُسۡقِطۡ عَلَيۡهِمۡ كِسَفٗا مِّنَ ٱلسَّمَآءِۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗ لِّكُلِّ عَبۡدٖ مُّنِيبٖ} (9)

ثم قال تعالى : { أفلم يروا إلى ما بين أيديهم وما خلفهم من السماء والأرض } أي : ألم ينظر هؤلاء المكذبون بالبعث إلى ما قدامهم من السماء والأرض وما خلفهم من ذلك فيعلموا أنهم حيث كانوا فإن الأرض والسماء محيطان بهم من كل جانب ، فيرتدوا عن جهلهم وتكذيبهم بآيات الله حذارا أن يأمر الله الأرض فتخسف بهم ، أو يسقط عليهم قطعة من السماء فتهلكهم وهو قوله : { إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفا من السماء } هذا كله معنى قول قتادة{[55774]} .

ثم قال تعالى : { إن في ذلك لآية لكل عبد منيب } أي : إن في إحاطة السماء والأر لجميع الخلق لدلالة على قدرة الله لكل عبد أناب إلى الله بالتوبة .

قال قتادة : المنيب : المقبل التائب{[55775]} .

وقيل : المعنى : أو لم يتأملوا ما بين أيديهم وما خلفهم من السماء والأرض من عظيم القدرة في خلق ذلك فيعلموا أن الذي خلق ذلك يقدر على بعثهم بعد موتهم وعلى أن يخسف بهم الأرض أو يسقط عليهم قطعة من السماء .


[55774]:انظر: جامع البيان 22/64
[55775]:انظر: المصدر السابق وتفسير ابن كثير 3/527 والددر المنثور 6/675