قوله : «أفَلَمْ » فيه الرأيان المشهوران ، قدّره الزمخشري أَعَمَوْا فَلَمْ يَرَوْا{[44163]} ، وغيره يدِّعِي أن الهمزة مقدمة على حرف العطف{[44164]} .
قوله : «مِنَ السَّمَاءِ » بيان للموصول ، فيتعلق بمحذوف ، ويجوز أن يكون حالاً فيتعلق به أيضاً قيل : ( و ){[44165]} ثمَّ حال محذوفة تقديره : أفَلَمْ يَرَوْا إلَى كَذَا مَقْهُوراً تَحْتَ قُدْرَتِنَا ، أو مُحِيطاً{[44166]} بِهِمْ فَيَعْلَمُوا أنَّهُمْ حَيْثُ كَانُوا فإنَّ أرضي وسمائي محيطةٌ بهم لا يخرجون من أقطارها وأنا القادرُ عليهم{[44167]} .
قوله : «إنْ نَشَأ » قرأ الأخَوانِ يَشَأ يَخْسِفْ يُسْقِطْ بالياء في الثلاثة{[44168]} ، والباقون بنون العظمة فيها ، وهما واضِحَتَان ، وأدغم الكسائي الفاء في الباء{[44169]} واستضعفها الناس من حيث أدغم الأقوى في الأضعف{[44170]} ، قال الفارسي : وذلك لا يجوز لأن الباء أضعف في الصوت من الفاء فلا يدغم{[44171]} فيها وإن كانت الباء يدغم{[44172]} فيها نحو : اضْرِب فُلاَناً كما تدغم الباء في الميم كقولك : اضْرِب مالكاً وإن كانت الميم لا تدغم في الباء نحو : اضْمُمْ بكراً ؛ لأن{[44173]} الباء انحطت عن الميم بفقد الغُنَّةِ{[44174]} ، وقال الزمخشري : وليست بالقوية{[44175]} ، وهذا لا ينبغي لأنها تواترت{[44176]} .
لما ذكر الدليل بكونه عالم الغيب وكونه جازياً على السِّيئات والحسنات ذكر دليلاً آخر فيه التهديد والتوحيد فأما دليل التوحيد فذكره السماء والأرض فإنهما يدلان على الوحدانية كما تقدم مراراً ويدلان على الحشر والإعادة لأنهما يدلان على كمال القدرة بقوله تعالى : { أَوَلَيْسَ الذي خَلَقَ السماوات والأرض بِقَادِرٍ على أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُم بلى } [ يس : 81 ] وأما التهديد فقوله : { إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الأرض أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً مِّنَ السمآء } أي نجعل عين نافعهم ضارهم بالحق{[44177]} والكشف ثم قال : { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّكُلِّ عَبْدٍ } أي : فيما يرون من السماء والأرض آية تدل على قدرتنا على البعث { لِّكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيب } تائب راجع الله بقلبه . ثم إنه تعالى لما ذكر من ينيب من عباده ذكر منهم من أناب وأصاب ومن جملتهم دَاوُد{[44178]} كما قال تعالى عنه : { فاستغفر رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ } [ ص : 24 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.