فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِن يَشَأۡ يُذۡهِبۡكُمۡ أَيُّهَا ٱلنَّاسُ وَيَأۡتِ بِـَٔاخَرِينَۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ ذَٰلِكَ قَدِيرٗا} (133)

{ إن يشأ يذهبكم } أي يفنكم { أيها الناس } ويستأصلكم بالمرة ، قال ابن عباس : يريد المشركين والمنافقين { ويأت } أي يوجد دفعة مكانكم { بآخرين } أي بقوم آخرين من البشر ، أو خلقا مكان الإنس غيركم هم خير منكم ، وهو كقوله تعالى { وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم } { وكان الله على ذلك } أي على أن يهلك من خلقه ما شاء ويأتي بآخرين من بعدهم { قديرا } لا يمتنع شيء أراده ولم يزل ولا يزال موصوفا بالقدرة على جميع الأشياء{[552]} .


[552]:قال ابن كثير رحمه الله: وقوله: {إن يشأ يذهبكم أيها الناس ويأت بآخرين وكان الله على ذلك قديرا} أي: هو قادر على إذهابكم وتبديلكم بغيركم إذا عصيتموه، كما قال: {وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم} (محمد: 38) وقال بعض السلف: ما أهون العباد على الله إذا أضاعوا أمره.