الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{إِن يَشَأۡ يُذۡهِبۡكُمۡ أَيُّهَا ٱلنَّاسُ وَيَأۡتِ بِـَٔاخَرِينَۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ ذَٰلِكَ قَدِيرٗا} (133)

قوله : { أَيُّهَا الناس } مخاطبةٌ للحاضرين مِنَ العَرَب ، وتوقيفٌ للسامعين ، لتَحْضُرَ أذهانهم ، وقوله : { بِآخَرِينَ } يريدُ مِنْ نوعكم ، وتحتملُ الآيةُ أنْ تكُونَ وعيداً لجميعِ بَنِي آدم ، ويكون الآخرونَ مِنْ غيرِ نَوْعِهِمْ ، كالملائكَةِ ، وقولُ الطبريِّ : هذا الوعيدُ والتوبيخُ للشافِعِينَ والمُخَاصِمِينَ في قصَّة بَنِي أُبَيْرِقٍ بعيدٌ ، واللفظ إنما يَظْهَرُ حُسْنُ رَصْفِهِ بعمومه ، وانسحابه على العَالَمِ جملةٌ ، أو العَالَمِ الحَاضِرِ .