الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِن يَشَأۡ يُذۡهِبۡكُمۡ أَيُّهَا ٱلنَّاسُ وَيَأۡتِ بِـَٔاخَرِينَۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ ذَٰلِكَ قَدِيرٗا} (133)

قوله : ( اِنْ يَّشَأْ يُذْهِبْكُمُ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَاتِ بِآخَرِينَ . . . ) الآية [ 133 ] .

هذه الآية مردودة على وقوله : ( وَإِن تَكْفُرُوا ) فقال تعالى : ( اِنْ يَّشَأْ يُذْهِبْكُمُ ) بالفناء( {[13763]} ) ( وَيَاتِ بِآخَرِينَ ) من غيركم وهو قادر على ذلك .

وقيل : إنها ترجع على طعمة ، وأصحابه الذين تقدم ذكر نياتهم توبيخاً لهم( {[13764]} ) ، وقد روى أن النبي صلى الله عليه وسلم لما نزلت هذه الآية ضرب على ظهر سلمان( {[13765]} ) بيده وقال : " هم قوم هذا " يعني عجم الفرس( {[13766]} ) .


[13763]:- (د): بالهاء وهو تحريف.
[13764]:- انظر: جامع البيان 5/319.
[13765]:- هو أبو عبد الله سلمان الفارسي، أو سلمان الخير توفي 36 هـ أصله من فارس، كان عالماً بالشرائع، قوي الرأي، وهو الذي أشار بحفر الخندق، استعمل على المدائن وبها توفي. انظر: صفة الصفوة 1/532، وأسد الغابة 2/269، والإصابة 2/60.
[13766]:- خرجه مسلم في كتاب فضائل الصحابة 7/173 والترمذي في أبواب المناقب 5/382.