بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{إِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ فِي ٱلدَّرۡكِ ٱلۡأَسۡفَلِ مِنَ ٱلنَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمۡ نَصِيرًا} (145)

ثم بيّن مأوى المنافقين في الآخرة فقال تعالى :

{ إِنَّ المنافقين في الدرك الأسفل مِنَ النار } المنافق في اللغة اشتقاقه من نافقاء اليربوع ، ويقال : لليربوع جحران أحدهما نافقاء ، والآخر قاصعاء ، فيظهر نفسه في أحدهما ويخرج من الآخر ، ولهذا يسمى المنافق منافقاً لأنه يظهر من نفسه أنه مسلم ، ويخرج عن الإسلام إلى الكفر . قرأ أهل الكوفة حمزة والكسائي وعاصم { الدرك } بجزم الراء ، وقرأ الباقون بالنصب وهما لغتان : الدرك والدرك ، وجماعتهما أدراك وهي المنازل بعضها أسفل من بعض ، فأعد للمنافقين الدرك الأسفل من النار وهي الهاوية .

ثم قال تعالى : { وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً } أي مانعاً يمنعهم من العذاب .