ثم أخبر عن المنافقين ، فقال تعالى :
{ الذين يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ } يعني ينتظرون بكم الدوائر ، وهو تغيير الحال عليكم { فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مّنَ الله } يعني النصرة والغلبة على العدو { قَالُواْ أَلَمْ نَكُنْ مَّعَكُمْ } فأعطونا من الغنيمة { وَإِن كَانَ للكافرين نَصِيبٌ } يعني الظفر والغلبة على المؤمنين { قَالُواْ } للكفار { أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ } يعني : ألم نخبركم بصورة المسلمين ونطلعكم على سرهم ، ونخبركم عن حالهم . ويقال : { أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ } يعني : ألم نغلب عليكم بالمودة لكم . والاستحواذ هو الاستيلاء على الشيء ، كقوله تعالى { استحوذ عَلَيْهِمُ الشيطان فأنساهم ذِكْرَ الله أولئك حِزْبُ الشيطان أَلاَ إِنَّ حِزْبَ الشيطان هُمُ الخاسرون } [ المجادلة : 19 ] ثم قال : { وَنَمْنَعْكُمْ مّنَ المؤمنين } يعني نجادل المؤمنين عنكم ونجنبهم عنكم . قال الله تعالى : { فالله يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ القيامة } أي بين المؤمنين والمنافقين والكافرين { وَلَن يَجْعَلَ الله للكافرين عَلَى المؤمنين سَبِيلاً } أي الحجة ، ويقال : دولة دائمة أي لا تدوم دولتهم . وروي عن علي كرم الله وجهه ، أنه سئل عن قوله عز وجل إن الله تعالى يقول : { وَلَن يَجْعَلَ الله للكافرين عَلَى المؤمنين سَبِيلاً } وهم يسلطون علينا ويغلبوننا ، فقال : لا يسلط الكافر على المؤمن في الآخرة يوم القيامة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.