بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{مَّن يُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدۡ أَطَاعَ ٱللَّهَۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ عَلَيۡهِمۡ حَفِيظٗا} (80)

ثم قال تعالى : { وَمَن يُطِعِ الرسول فَقَدْ أَطَاعَ الله } يعني من يطع الرسول فيما أمره فقد أطاع الله ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعوهم بأمر الله تعالى ، وفي طاعة الله تعالى ، ويقال : إن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « مَنْ أحَبّنِي فَقَدْ أحَبَّ الله وَمَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ الله » فقال المنافقون : إن هذا الرجل يريد أن نتخذه حناناً ، فأنزل الله تعالى تصديقاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ الله فاتبعونى يُحْبِبْكُمُ الله وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ والله غَفُورٌ رَّحِيمٌ } [ آل عمران : 31 ] وقال : { مَّنْ يُطِعِ الرسول فَقَدْ أَطَاعَ الله } ثم قال تعالى : { وَمَن تولى } أي أعرض عن طاعة الله وطاعة رسوله { فَمَا أرسلناك عَلَيْهِمْ حَفِيظاً } أي رقيباً ، وكان ذلك قبل الأمر بالقتال .