بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{۞فَمَا لَكُمۡ فِي ٱلۡمُنَٰفِقِينَ فِئَتَيۡنِ وَٱللَّهُ أَرۡكَسَهُم بِمَا كَسَبُوٓاْۚ أَتُرِيدُونَ أَن تَهۡدُواْ مَنۡ أَضَلَّ ٱللَّهُۖ وَمَن يُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُۥ سَبِيلٗا} (88)

قوله تعالى :

{ فَمَا لَكُمْ في المنافقين فِئَتَيْنِ } نزلت في تسعة نفر ارتدوا عن الإسلام ، فخرجوا من أموالهم . ويقال : كان قوم من المنافقين بمكة ، خرجوا إلى الشام ، فاختلف المسلمون في أمرهم ، فبيّن الله تعالى للمسلمين نفاقهم ، فقال تعالى : { فَمَا لَكُمْ في المنافقين } يعني صرتم في المنافقين فئتين ، أي فريقين تختصمون في أمرهم { والله أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُواْ } أي أذلهم . ويقال : أهلكهم . ويقال : { أركسهم } أي ردهم إلى كفرهم . ويقال : ركست الشيء وأركسته إذا رددته إلى الحال الأول .

ثم قال تعالى : { أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُواْ مَنْ أَضَلَّ الله } يعني : أترشدون إلى الهدى من أضله الله { وَمَن يُضْلِلِ الله } عن الهدى { فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً } يعني ديناً . ويقال : مخرجاً .