ثم قال عز وجل : { سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَن يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُواْ قَوْمَهُمْ } وهم أسد وغطفان ، كانوا إذا أتوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم يقولون : آمنا بك ، وإذا رجعوا إلى قومهم قالوا : آمنا بالعقرب والخنفساء .
يقول : إنهم لم يريدوا بذلك تصديق النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما أرادوا به الاستهزاء . وقال مجاهد : هم ناس من أهل مكة ، كانوا يأتون النبي صلى الله عليه وسلم ويسلمون رياء ، ثم يرجعون إلى قريش فيرتكسون بالأوثان ، ويريدون أن يأمنوا ها هنا وها هنا .
فذلك قوله تعالى : { كُلَّمَا رُدُّواْ إِلَى الفتنة } يقول : كلما دعوا إلى الشرك { أُرْكِسُواْ فِيِهَا } يقول : عادوا إليه ودخلوا فيه { فَإِن لَّمْ يَعْتَزِلُوكُمْ } في القتال { وَيُلْقُواْ إِلَيْكُمُ السلم } أي لم يلقوا إليكم الصلح { وَيَكُفُّواْ أَيْدِيَهُمْ } عن قتالكم ، يعني إن لم يكفوا أيديهم { فَخُذُوهُمْ } يعني أسروهم { واقتلوهم حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ } يعني : حيث أدركتموهم ووجدتموهم { وَأُوْلَئِكُمْ } يعني أهل هذه الصفة { جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سلطانا } يعني : حجة { مُّبِيناً } أي حجة مبينة في القتال .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.