بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَمَن يَعۡشُ عَن ذِكۡرِ ٱلرَّحۡمَٰنِ نُقَيِّضۡ لَهُۥ شَيۡطَٰنٗا فَهُوَ لَهُۥ قَرِينٞ} (36)

قوله تعالى : { وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرحمن } قال الكلبي : يعني : يعرض عن الإيمان والقرآن ، يعني : لا يؤمن . ويقال : من يعمى بصره عن ذكر الرحمن . وقال أبو عبيدة : من يظلم بصره عن ذكر الرحمن . { نُقَيّضْ لَهُ شَيْطَاناً } يعني : نسيب له شيطاناً ، مجازاة لإعراضه عن ذكر الله . ويقال : نسلط عليه ويقال نقدر له ، ويقال : نجعل له شيطاناً { فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ } يعني : يكون له صاحباً في الدنيا ، فيزين له الضلالة . ويقال : فهو له قرين . يعني : قرينه في سلسلة واحدة ، لا يفارقه . يعني : في النار . وروي عن سفيان بن عيينة أنه قال : ليس مثل من أمثال العرب ، إلا وأصله في كتاب الله تعالى . قيل له : من أين قول الناس ، أعطى أخاك تمرة ، فإن أبى فجمرة .

فقال قوله : { وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرحمن نُقَيّضْ لَهُ شَيْطَاناً } الآية .