بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{أَفَرَءَيۡتَ مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَٰهَهُۥ هَوَىٰهُ وَأَضَلَّهُ ٱللَّهُ عَلَىٰ عِلۡمٖ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمۡعِهِۦ وَقَلۡبِهِۦ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِۦ غِشَٰوَةٗ فَمَن يَهۡدِيهِ مِنۢ بَعۡدِ ٱللَّهِۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} (23)

قوله تعالى : { أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتخذ إلهه هَوَاهُ } قال : يعمل بهواه ، ولا يهوى شيئاً إلا ركبه ، ولا يخاف الله { وَأَضَلَّهُ الله على عِلْمٍ } يعني : علم منه ، أنه ليس من أهل الهدى { وَخَتَمَ على سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ } يعني : خذله الله ، فلم يسمع الهدى ، وقلبه يعني : ختم على قلبه ، فلا يرغب في الحق { وَجَعَلَ على بَصَرِهِ غشاوة } يعني : غطاء . كي لا يعتبر في دلائل الله تعالى . قرأ حمزة والكسائي غشاوة بنصب الغين بغير ألف ، والباقون غِشَاوَةً . كما اختلفوا في سورة البقرة ، ومعناهما واحد { فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ الله } يعني : من بعد ما أضله الله { أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ } أن من لا يقبل إلى دين الله ، ولا يرغب في طاعته ، لا يكرمه بالهدى والتوحيد .