{ أَمْ حَسِبَ الذين اجترحوا السيئات } يعني : اكتسبوا السيئات ، وذلك أنهم كانوا يقولون : إنا نعطى في الآخرة من الخير ، ما لم تعطوا . قال الله تعالى : { أَمْ حَسِبَ الذين اجترحوا السيئات } يعني : أيظن الذين عملوا الشرك ، وهو عتبة وشيبة ، والوليد وغيرهم { أَن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات } يعني : علياً وحمزة وعيينة بن الحارث رضي الله عنهم { سَوَاء محياهم ومماتهم } يعني : يكونون سواء في نعم الآخرة ، قرأ حمزة والكسائي ، وعاصم في رواية حفص ، سَوَاءً بالنصب والباقون بالضم ، فمن قرأ بالنصب فمعناه : أحسبوا أن نجعلهم سواء ، أي : مستوياً فيجعل أَن نَّجْعَلَهُمْ متعدياً إلى مفعولين . ومن قرأ بالضم ، جعل تمام الكلام عند قوله : { وَعَمِلُواْ الصالحات } ثم ابتدأ فقال : { سَوَاء محياهم ومماتهم } خبر الابتداء وقال مجاهد : { سَوَاء محياهم ومماتهم } قال : المؤمنون في الدنيا والآخرة ، مؤمن يكون على إيمانه ، يموت على إيمانه ، ويبعث على إيمانه والكافر في الدنيا والآخرة ، كافر يموت على الكفر ، ويبعث على الكفر .
وروى أبو الزبير عن جابر قال : «يُبْعَثُ كُلُّ عَبْدٍ عَلَى مَا مَاتَ عَلَيْه ، ِ المُؤمِنُ عَلَى إيمانِه ، والمُنَافِقُ عَلَى نِفَاقِه » ثم قال : { سَاء مَا يَحْكُمُونَ } أي : بئس ما يقضون الخير لأنفسهم ، حين يرون أن لهم ما في الآخرة ، ما للمؤمنين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.