بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{فَلَمَّا رَأَوۡهُ عَارِضٗا مُّسۡتَقۡبِلَ أَوۡدِيَتِهِمۡ قَالُواْ هَٰذَا عَارِضٞ مُّمۡطِرُنَاۚ بَلۡ هُوَ مَا ٱسۡتَعۡجَلۡتُم بِهِۦۖ رِيحٞ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٞ} (24)

{ فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ } يعني : لما رأوا العذاب مقبلاً ، وكانت السحابة إذا جاءت من قبل ذلك الوادي ، أمطروا . وقال القتبي : العارض : السحاب { قَالُواْ هذا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا } يعني : هذه سحابة ، وغيم ممطرنا . أي : تمطر به حروثنا ، لأن المطر كان حبس عنهم . فقال هود : ليس هذا عارض { بَلْ هُوَ مَا استعجلتم بِهِ } يعني : الريح والعذاب { رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ } أي : متلف . وروى عطاء ، عن عائشة قالت : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذا رأى رياحاً مختلفة تلون وجهه ، وتغير وخرج ، ودخل وأقبل ، وأدبر فذكرت ذلك له فقال : " وما يدريك لعله كما قال الله : { فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُواْ هذا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا استعجلتم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ } " فإذا أمطرت سري عنه ويقول { وَهُوَ الذي يُرْسِلُ الرياح بُشْرىً بَيْنَ يَدَي رَحْمَتِهِ حتى إِذَآ أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالاً سقناه لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ المآء فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثمرات كذلك نُخْرِجُ الموتى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } [ الأعراف : 57 ] " .