والضميرُ في { رَأَوْهُ } يحتمل أنْ يعودَ على العذاب ، ويحتمل أنْ يعودَ على الشيء المرئِيِّ الطالِعِ عليهم ، وهو الذي فَسَّرَهُ قوله : { عَارِضاً } والعَارِض : هو ما يَعْرِضُ في الجَوِّ من السحاب المُمْطِر ؛ قال ابن العربيِّ في «أحكامه » عند تفسيره قوله تعالى : { وَلاَ تَجْعَلُواْ الله عُرْضَةً لأيمانكم } [ البقرة : 224 ] : كُلُّ شيء عَرَضَ ، فقد مَنَعَ ، ويقال لِمَا عَرَضَ في السماء من السحاب : «عارِضٌ » ؛ لأَنَّه مَنَعَ من رؤيتها ومن رؤية البدر والكواكب ، انتهى . ورُوِيَ في معنى قوله : { مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ } ؛ أَنَّ هؤلاء القومَ كانوا قد قَحَطُوا مُدَّةً ، فطلع هذا العارض من جهة كانوا يُمْطَرُونَ بها أبداً ، جاءهم من قِبَلِ وادٍ لهم يسمونه المُغِيثَ ، قال ابن عباس : ففرحوا به ، و { قالوا هذا عارضٌ مُمْطِرُنا } وقد كذب هودٌ فيما أوعد به ، فقال لهم هُودٌ عليه السلام : ليس الأمر كما رأيتم ، { بل هو ما استعجلتم به } في قولكم : { فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا } [ الأحقاف : 22 ] ثم قال : { رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ } وفي قراءة ابن مسعود : ( مُمْطِرُنَا قَالَ هُودٌ : بَلْ هُوَ رِيحٌ ) بإظهار المُقَدَّرِ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.