بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَلَقَدۡ مَكَّنَّـٰهُمۡ فِيمَآ إِن مَّكَّنَّـٰكُمۡ فِيهِ وَجَعَلۡنَا لَهُمۡ سَمۡعٗا وَأَبۡصَٰرٗا وَأَفۡـِٔدَةٗ فَمَآ أَغۡنَىٰ عَنۡهُمۡ سَمۡعُهُمۡ وَلَآ أَبۡصَٰرُهُمۡ وَلَآ أَفۡـِٔدَتُهُم مِّن شَيۡءٍ إِذۡ كَانُواْ يَجۡحَدُونَ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ} (26)

{ وَلَقَدْ مكّناهم } يعني : أعطيناهم الملك والتمكين { فِيمَا إِن مكناكم فِيهِ } يعني : ما لم نمكن لكم ، ولم نعطكم يا أهل مكة . وقال القتبي : إن الخفيفة قد تزاد في الكلام ، كقول الشاعر : ما إن رأيت ولا سمعت به ، يعني : ما رأيت ولا سمعت به ، يعني : ما لم نمكن لكم ومعنى الآية { وَلَقَدْ مكناهم فِيمَا إِن مكناكم فِيهِ } وقال الزجاج : إنْ هاهنا مكان ما ، يعني : فيما مكناكم فيه . ويقال معناه : ولقد مكناهم في الذي مكناكم فيه .

{ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعاً وأبصارا وَأَفْئِدَةً } يعني : جعلنا لهم سمعاً ليسمعوا المواعظ ، وأبصاراً لينظروا في الدلائل ، وأفئدة ليتفكروا في خلق الله تعالى . { فَمَا أغنى عَنْهُمْ } يعني : لم ينفعهم من العذاب { سَمْعُهُمْ وَلاَ أبصارهم وَلاَ أَفْئِدَتُهُمْ مّن شيء } إذ لم يسمعوا الهدى ، ولم ينظروا في الدلائل ، ولم يتفكروا في خلقه { إذ كانوا يجحدون بآيات الله } يعني : بدلائله { وَحَاقَ بِهِم } يعني : نزل بهم من العذاب { مَّا كَانُواْ بِهِ يستهزئون } يعني : العذاب الذي كانوا يجحدون به ، ويستهزئون .