قوله : { فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً } في «هاء »{[51016]} «رَأَوْهُ » قولان :
أحدهما : أنه عائد على «ما » في قوله «ما تَعِدُنا » .
الثاني : أنه ضمير مبهم يفسره «عَارِضاً » إما تمييزاً ، أو حالاً . قالهما الزمخشري{[51017]} .
وردَّه أبو حيان بأن التمييز المفسِّر للضمير محصورٌ في باب رُبَّ{[51018]} ، وفي نِعْمَ وبِئْسَ{[51019]} ، وبأنَّ الحالَ لم يُعْهَد فيها أن توضع الضمير قبلها ، وأن النَّحويِّين لا يعرفون ذلك{[51020]} . وذكر المبرد في الضمير ههنا قولين :
الأول : ما تقدم . والثاني : أنه يعود إلى غير مذكور وبينه قوله : : «عارضاً » كقوله : { مَا تَرَكَ على ظَهْرِهَا مِن دَآبَّةٍ } [ فاطر : 45 ] . ولم يذكر الأرض لكونها معلومة فكذا الضمير ههنا ، عائد إلى السحاب ، كأنه قيل : فلما رأَوا السَّحَابَ عارِضاً{[51021]} . وهذا اختيار الزجاج{[51022]} . ويكون من باب الإضمار لا على شريطة التفسير{[51023]} .
والعارض السحابة التي ترى في ناحية السماء ثم تطبّق{[51024]} السماء . قال أهل اللغة : العَارِضُ المُعْتَرِضُ من السَّحَاب{[51025]} في الجوِّ ، قال :
4455 يَا مَنْ رَأَى عَارِضاً أَرقْتُ لَهُ *** بَيْنَ ذِرَاعَيْ وَجَبْهَةِ الأَسَدِ{[51026]}
قوله : { مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ } صفة ل «عَارِضاً » ، وإضافة غير محضة{[51027]} فم ثَمَّ سَاغَ أن يكون نعتاً{[51028]} لنكرة وكذلك «مُمْطِرُنَا » وقع نعتاً «لِعَارِضٍ »{[51029]} ومثله :
4456 يَا رُبَّ غَابِطِنَا لَوْ كَانَ يَطْلُبُكُمْ *** لاَقَى مُبَاعَدَةً مِنْكُمْ وَحِرْمَانَا{[51030]}
وقد تقدم أن أوديةً جمع وادٍ ، وأن أفْعِلَةً وردت جمعاً لفاعل في ألفاظ كَوَادٍ وأدْوِيَةٍ ونَادٍ وأنْدِيَةٍ ، وحَائِزٍ{[51031]} وأَحْوِزَةٍ .
قال المفسرون : كانت عاد قد حبس عنهم المطر أياماً فساق الله إليهم سحابة سوداء فخرجت عليهم من وادٍ لهم يقال له : المغيث ، فلما رأوها استبشروا وقالوا : هذا عارض ممطرنا فقال الله تعالى : { بَلْ هُوَ مَا استعجلتم بِهِ } من العذاب . ثم بين ماهيته فقال : { رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ }
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.