نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{فَلَمَّا رَأَوۡهُ عَارِضٗا مُّسۡتَقۡبِلَ أَوۡدِيَتِهِمۡ قَالُواْ هَٰذَا عَارِضٞ مُّمۡطِرُنَاۚ بَلۡ هُوَ مَا ٱسۡتَعۡجَلۡتُم بِهِۦۖ رِيحٞ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٞ} (24)

ولما تسبب{[58959]} عن قولهم هذا إتيان العذاب فأتاهم-{[58960]} في سحاب أسود{[58961]} ، {[58962]}استمروا على جهلهم{[58963]} وعادتهم في الأمن وعدم تجويز الانتقام ، وكأن إتيانه كان قريباً من استعجالهم به ، فلذلك أتى بالفاء في قوله مسبباً {[58964]}عن تكذيبهم{[58965]} مبيناً لعظيم جهلهم بجهلهم في المحسوسات ، مفصلاً لما كان من حالهم عند رؤية البأس : { فلما رأوه } أي العذاب الذي يعدهم به { عارضاً } أي سحاباً أسود بارزاً في الأفق ظاهر الأمر عند من له أهلية النظر ، حال كونه قاصداً إليهم-{[58966]} { مستقبل أوديتهم } أي طالباً لأن يكون مقابلاً لها وموجداً لذلك ، وهو وصف لعارضاً{[58967]} فهو نكرة إضافته{[58968]} لفظية وإن كان مضافاً{[58969]} إلى معرفة ، وكذا " ممطرنا " { قالوا } على عادة جهلهم مشيرين إليه بأداة القرب الدالة على أنهم في غاية{[58970]} الجهل ، لأن جهلهم به استمر حتى كاد أن يواقعهم{[58971]} : { هذا عارض } أي سحاب معترض في عرض السماء أي ناحيتها { ممطرنا } لكونهم{[58972]} رأوه أسود مرتاداً فظنوه ممتلئاً ماء يغاثون{[58973]} به بعد طول القحط وإرسال رسلهم إلى مكة المشرفة ليدعوا لهم هنالك الله الذي استخفوا به بالقدح في ملكه بأن أشركوا به من هو دونهم ، علماً منهم بأن شركاءهم لا تغني عنهم في الإمطار شيئاً ، غافلين عن ذنوبهم الموجبة لعذابهم ، فلذلك قال الله تعالى مضرباً{[58974]} عن كلامهم ، والظاهر أنه حكاية لقول هود عليه الصلاة والسلام في جواب كلامهم : { بل هو } أي هذا العارض الذي ترونه { ما استعجلتم به } أي طلبتم العجلة في إتيانه إليكم من العذاب .

ولما اشتد تشوف السامع {[58975]}إلى معرفته{[58976]} قال{[58977]} : { ريح } أي ركمت هذا السحاب الذي رأيتموه { فيها عذاب أليم * } أي شديد الإيلام ، كانت تحمل الظعينة في الجو تحملها وهودجها حتى ترى كأنها جرادة ، وكانوا يرون ما كان خارجاً عن منازلهم من الناس والمواشي تطير بهم الريح بين السماء والأرض ثم تقذف بهم


[58959]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: سبب.
[58960]:زيد من م.
[58961]:زيدت الواو في الأصل و ظ ولم تكن في م ومد فحذفناها.
[58962]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م ومد.
[58963]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م ومد.
[58964]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: عنهم.
[58965]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: عنهم.
[58966]:زيد من م ومد.
[58967]:من مد، وفي الأصل و ظ و م: لعارض.
[58968]:من م ومد، وفي الأصل ظ: إضافة
[58969]:من ظ و م ومد، وفي الأصل:مضافة.
[58970]:من ظ و م ومد، وفي الأصل:عنابه.
[58971]:من مد، وفي الأصل و ظ و م: يوافقهم.
[58972]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: لأنهم.
[58973]:من مد، وفي الأصل و ظ و م: يعانون.
[58974]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: مضربهم.
[58975]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: لمعرفته.
[58976]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: لمعرفته.
[58977]:زيد في الأصل:به، ولم تكن الزيادة في ظ و م ومد فحذفناها.