ثم قال : { فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم{[63122]} } .
أي : فلما رأت عاد العذاب الذي استعجلته سحابا عارض مستقبلا نحو أوديتهم .
{ وقالوا هذا عارض ممطرنا } أي : ظنوه{[63123]} أنه مطر يأتيهم بخير .
قال ابن عباس : كان لقوم عاد واد إذا أمطروا من نحوه وأتاهم الغيم من قبله كان ذلك العام عام{[63124]} خصب متعالم فيهم ، فبعث الله عز وجل{[63125]} عليهم العذاب من قبل ذلك الوادي{[63126]} ، فجعل هود يدعوهم ويقول{[63127]} : إن العذاب قد أظلكم فيقولون : كذبت هذا عارض ممطرنا ، ونزلت الريح فنسفت الرعاة فجعلت تمر على الغنم{[63128]} ورعاتها حتى تغرقها{[63129]} ، ثم تحلق{[63130]} بهم في السماء حتى تقذفهم في البحر ، ثم نسفت البيوت حتى جعلتها{[63131]} كالرميم .
قال قتادة : ذكر لنا أنه حبس عنهم المطر زمانا فلما{[63132]} رأوا العذاب مقبلا ظنوه مطرا يأتيهم وقالوا : كذب هود ، [ فلما رآه هود ]{[63133]} قال لهم{[63134]} : بل هو ما استعجلتم به من العذاب ، هو ريح فيها عذاب أليم ، فروي أن الريح كانت تلقى الفسطاط{[63135]} . وتأتي بالرجل الغائب فتلقيه وتحل الظعينة فترفعها حتى ترى كأنها جرادة{[63136]} .
قال ابن عباس : كان لعاد واد إذا جاء المطر أو الغيم من ناحيته كان غيثا{[63137]} فأرسل الله عز وجل{[63138]} عليهم العذاب من ناحيته ، فلما وعدهم هود بالعذاب ورأوا العارض قالوا : هذا عارض ممطرنا ، فقال لهم هود : { بل هو ما استعجلتم به ريح فيها{[63139]} عذاب أليم }{[63140]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.