بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{فَهَلۡ يَنظُرُونَ إِلَّا ٱلسَّاعَةَ أَن تَأۡتِيَهُم بَغۡتَةٗۖ فَقَدۡ جَآءَ أَشۡرَاطُهَاۚ فَأَنَّىٰ لَهُمۡ إِذَا جَآءَتۡهُمۡ ذِكۡرَىٰهُمۡ} (18)

قوله تعالى : { فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ الساعة } أي : ما ينتظر قومك إلا قيام الساعة . يعني : فما ينتظر قومك إن لم يؤمنوا إلا الساعة { أَن تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً } يعني : فجأة { فَقَدْ جَاء أَشْرَاطُهَا } يعني : علاماتها ، وهو انشقاق القمر ، والدخان ، وخروج النبي صلى الله عليه وسلم . وروى مكحول عن حذيفة قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : متى الساعة ؟ فقال : «مَا المَسْؤُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ وَلَكِنْ لَهَا أَشْرَاطٌ : تَقَارُبُ الأَسْوَاقِ يعني : كَسَادَهَا وَمَطَرٌ وَلاَ نَبَاتَ يعني : مطر في غَيْرِ حِينِهِ ، وَتَفْشُو الْفِتْنَةُ ، وَتَظْهَرُ أَوْلادُ البَغْيَةِ ، وَيَعْظُمُ رَبُّ المَالِ ، وَتَعْلُو أصْواتُ الفَسَقَةِ فِي الْمَسِاجِدِ ، وَيَظْهَرُ أهْلُ الْمُنْكَرِ عَلَى أهْلِ الْحَقِّ » .

ثم قال : { فأنى لَهُمْ إِذَا جَاءتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ } يعني : من أين لهم التوبة ، إذا جاءتهم الساعة . وقال قتادة : فأنى لهم أن يتذكروا أو يتذاكروا إذا جاءتهم الساعة . وقال مقاتل : فيه تقديم . يعني : أنى لهم التذكرة ، والتوبة عند الساعة إذا جاءتهم ، وقد فرطوا فيها .