{ إِن تُعَذّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ العزيز الحكيم }
قرأ ابن مسعود : { فَإِنَّكَ أَنتَ الغفور الرحيم } وقرأ غيره : { العزيز الحكيم } فإن قيل : وكيف سأل المغفرة للكفار .
قيل له : لأن عيسى علم أن بعضهم قد تاب ورجع عن ذلك . فقال : { إِن تُعَذّبْهُمْ } يعني : الذين ماتوا على الكفر ، فإنهم عبادك وأنت القادر عليهم ، { وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ } يعني : الذين أسلموا ورجعوا عن ذلك . وقال بعضهم : احتمل أنه لم يكن في كتابه { إِنَّ الله لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذلك لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بالله فَقَدْ ضَلَّ ضلالا بَعِيداً } [ النساء : 116 ] فلهذا المعنى دعا لهم ، ولكن التأويل الأول أحسن . ويقال : { إن تَغْفِرْ لَهُمْ } يعني : لكذبهم الذي قالوا عليّ خاصة ، لا لشركهم . وهذا التأويل ليس بسديد ، والأول أحسن . وروي عن أبي ذر الغفاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ هذه الآية ذات ليلة ، فردّدها حتى أصبح : { إِن تُعَذّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ } الآية وقال بعضهم : في الآية تقديم وتأخير ومعناه : { إِن تُعَذّبْهُمْ } { فإنك أنت العزيز الحكيم } { وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ } { فإنهم عبادك } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.