قوله : { إن{[19005]} تعذبهم فإنهم عبادك } الآية [ 120 ] .
المعنى{[19006]} : إن تعذبهم بقولهم{[19007]} فإنهم عبادك ، وإن تغفر لهم بتوبتهم عما قالوا فتستر عليهم ، { فإنك أنت العزيز{[19008]} } في انتقامك ، { الحكيم } في
أفعالك{[19009]} .
وقال السدي : المعنى : إن تعذبهم فتميتهم على نصرانيتهم فيحق عليهم العذاب فإنهم عبادك ، وإن تغفر لهم فنخرجهم من النصرانية وتهديهم إلى الإسلام ، فإنك أنت العزيز الحكيم ، قال : هذا قول عيسى في الدنيا{[19010]} .
وقال بعض أهل النظر : يكون هذا من عيسى في القيامة وإنما يقوله على التسليم لأمر الله ، وقد أيقن أن الله لا يغفر لكافر{[19011]} ، ولكنه سلم الأمر ، ولم يكن يعلم ما أحدثوا بعده : أكفروا أم لا{[19012]} .
قال ابن الأنباري{[19013]} : لم يقل هذا عيسى وه ويقدّر أن الله يغفر للنصارى{[19014]} إذا ماتوا مصرين على الكفر ، لكنه قاله على جهة تفويض الأمر إلى ربه ، وإخراجه نفسه من حالة الاعتراض .
والمعنى : إن غفرت لهم ، لم يكن { لي }{[19015]} و{ لا }{[19016]} لأحد الاعتراض عليك من حكمك ، وإن عذبتهم ( فبعدل ){[19017]} منك ، ذلك لكفرهم{[19018]} .
وقيل : الهاء في ( تعذبهم } للبعض الذين أقاموا على الكفر ، والهاء في { ( و ){[19019]} إن تغفر لهم } للبعض{[19020]} الذين تابوا من الكفر{[19021]} . وقيل : الهاءات كلها للنصارى والكفار ، والمعنى : إن تعذبهم بتركك{[19022]} إياهم على الكفر فهم عبادك ، وإن تغفر لهم بتوفيقك إياهم للإيمان والتوبة فأنت العزيز الحكيم{[19023]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.