تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{إِن تُعَذِّبۡهُمۡ فَإِنَّهُمۡ عِبَادُكَۖ وَإِن تَغۡفِرۡ لَهُمۡ فَإِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (118)

وقوله تعالى : ( إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )

اختلف فيه [ بوجوه :

أحدها ][ ساقطة من الأصل وم ] : عن الحسن [ أنه ][ ساقطة من الأصل وم ] قال : ذلك في الآخرة : ( إن تعذبهم ) أي أن تعذب من مات على ما كان منه من القول الوحش في الله ( وإن تغفر لهم ) أي وإن تغفر لما أكرمته[ في الأصل وم : أكرمت له ] بالإسلام والهدى ( فإنك أنت العزيز الحكيم ) لأن منهم من أسلم[ في الأصل وم : قرأ ] من بعد هذا القول الوحش في الله .

وقال[ هذا هو الوجه الثاني ] آخرون : هذا القول كان من عيسى في الدنيا : ( إن تعذبهم ) يقول : إن تعذب من مات على الكفر الذي كان منهم ( فإنهم عبادك وإن تغفر ) لمن [ أكرمته بالهدى ][ في الأصل وم : أكرمت له الهدى ] ( فإنك أنت العزيز الحكيم ) أنت العزيز ، وهم عبادك أذلاء .

وفي حرف ابن مسعود رضي الله عنه فإنك أنت الغفور الرحيم ؛ وهو ظاهر لأنه ذكر أنه غفور على إثر المغفرة .

وروي في الخبر أن نبي الله عليه السلام كان أحيى ليلة بقوله ( إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ) قام ، وبه سجد ، وبه قعد ، فهو ، والله أعلم ، على التشفع له والتضرع إليه ؛ كأنه قال : إن خذلتهم فمن الذي ينصرهم ، ويدفع ذلك عنهم دونك ، وهم عبادك أذلاء ؟ وإن أكرمتهم فمن ذا الذي يمنعك عن إكرامهم ؟

والثالث : ( إن تعذبهم ) فلك سلطان عليهم . ولست أنت في تعذيبهم إياهم جائرا لأنهم عبادك ؛ لأن الجور هو المجاوزة عن الحد الذي له إلى الحد الذي ليس له .