قوله تعالى : { يا أَهْلِ الكتاب } يعني يا أهل التوراة والإنجيل ، وإنما أضافهم إلى الكتاب والله أعلم على وجه التعيير ، يعني أنتم أهل الكتاب فلم لا تعملون بكتابكم ؟ كقوله : يا عاقل لم لا تفعل كذا وكذا ، وإنما تذكر العقل على معنى التعيير أي إنك لا تعمل عمل العقلاء . ثم قال : { قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا } يعني محمداً صلى الله عليه وسلم { يُبَيّنُ لَكُمْ } الدين والأحكام والشرائع { على فَتْرَةٍ مَّنَ الرسل } يعني بعد انقطاع من الرسل والوحي . وقال مقاتل : في الآية تقديم وتأخير ، معناه قد جاءكم رسولنا { على فترة من الرسل } يبين لكم ، وإنما سمي { فترة } لأن الدين يفتر ويندرس عند انقطاع الرسل ، يعني بين عيسى ومحمد عليهما السلام وقال قتادة : كان بين عيسى ومحمد عليهما السلام خمسمائة وستون سنة . وقال الكلبي : خمسمائة وأربعون سنة . وقال الضحاك ومقاتل : كان بينهما ستمائة سنة . وقال وهب : كان بينهما ستمائة وعشرون سنة . ثم قال : { أَن تَقُولُواْ مَا جَاءنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ } يعني لكي لا تقولوا : ما جاءنا من رسول بعد ما درس الدين ليبشرنا وينذرنا { فَقَدْ جَاءكُمُ } محمد صلى الله عليه وسلم { بَشِيرٍ } بالجنة { وَنَذِيرٌ } من النار { والله على كُلّ شَيْء قَدِيرٌ } من المغفرة والعذاب وبعث الرسل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.