ثم قال : { إِنَّا أَنزَلْنَا التوراة فِيهَا هُدًى } من الضلالة ، { وَنُورٌ } يعني : بيان الشرائع والأحكام . يعني : حكم الرجم والجراحات ، { يَحْكُمُ بِهَا النبيون الذين أَسْلَمُواْ } يعني : يقضي بها النبيون الذين أسلموا ، يعني : صدقوا بالتوراة من لدن موسى إلى عيسى ، وبينهما ألف نبي . ويقال : أربعة آلاف نبي . ويقال : أكثر من ذلك ، كانوا يحكمون بما في التوراة . { لِلَّذِينَ هَادُواْ } يعني : كانوا يحكمون لهم وعليهم . ويقال : يحكم بها الأنبياء من لدن موسى إلى محمد صلى الله عليه وسلم ؛ ولهذا قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرجم بحكم التوراة .
ثم قال تعالى : { والربانيون والأحبار } قال بعضهم : { الربانيون } العلماء { والأحبار } القراء ، ويقال : { الربانيون } الذين في العمل أكثر ، وفي العلم أقل ، { والأحبار } الذين في العلم أكثر وفي العمل أقل ، مثل الفقهاء والعباد . ويقال : كالفقهاء والعلماء
وقال القتبي : كلاهما واحد وهما العلماء ، { بِمَا استحفظوا مِن كتاب الله } يعني : عُلِّموا واستُودعوا من كتاب الله التوراة ، { وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء } بما في كتاب الله الرجم ، وسائر الأحكام .
ثم قال : { فَلاَ تَخْشَوُاْ الناس } يعني : يهود أهل المدينة ، لا تخشوا يهود أهل خيبر ، وأخبروهم بآية الرجم ، { واخشون } في كتمانه ، { وَلاَ تَشْتَرُواْ بآياتي ثَمَنًا قَلِيلاً } يعني : عرضاً يسيراً .
ثم قال : { وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ الله } يعني : إذا لم يقر ، ولم يبيّن ، { فَأُوْلَئِكَ هُمُ الكافرون } قال ابن عباس : من يجحد شيئاً من حدود الله فقد كفر ، ومن أقر ولم يحكم بها فهو فاسق . روى وكيع عن سفيان قال : قيل لحذيفة : { وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ الله فَأُوْلَئِكَ هُمُ الكافرون } ، نزلت في بني إسرائيل : فقال حذيفة : نعم الأخوة لكم ، وبنو إسرائيل كانت لكم كل حلوة ، ولهم مرة . لتسلكن طريقهم قدر الشراك . يعني : هذه الآية عامة فمن جحد حكم الله فهو من الكافرين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.