وقوله : { إِنَّا أَنزَلْنَا التوراة فِيهَا هُدًى وَنُور } استئناف يتضمن تعظيم التوراة ، وتفخيم شأنها وأن فيها الهدى والنور ، وهو بيان الشرائع ، والتبشير بمحمد صلى الله عليه وسلم وإيجاب اتباعه . قوله : { يَحْكُمُ بِهَا النبيون } هم أنبياء بني إسرائيل ، والجملة إما مستأنفة أو حالية ، و{ الذين أَسْلَمُواْ } صفة مادحة للنبيين ، وفيه إرغام لليهود المعاصرين له صلى الله عليه وسلم بأن أنبياءهم كانوا يدينون بدين الإسلام الذي دان به محمد صلى الله عليه وسلم ؛ وقيل المراد بالنبيين محمد صلى الله عليه وسلم ، وعبر عنه بلفظ الجمع تعظيماً . قوله : { لِلَّذِينَ هَادُواْ } متعلق بيحكم . والمعنى : أنه يحكم بها النبيون للذين هادوا عليهم . والربانيون العلماء الحكماء ، وقد سبق تفسيره ، والأحبار العلماء ، مأخوذ من التحبير وهو التحسين فهم يحبرون العلم : أي يحسنونه . قال الجوهري : الحبر واحد أحبار اليهود بالفتح وبالكسر والكسر أفصح ، وقال الفراء : هو بالكسر ، وقال أبو عبيدة : هو بالفتح .
قوله : { بِمَا استحفظوا مِن كتاب الله } الباء للسببية واستحفظوا أمروا بالحفظ : أي أمرهم الأنبياء بحفظ التوراة عن التغيير والتبديل ، والجار والمجرور متعلق بيحكم : أي يحكمون بها بسبب هذا الاستحفاظ ، قوله : { وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء } أي على كتاب الله والشهداء الرقباء ، فهم يحمون عن التغيير والتبديل بهذه المراقبة ، والخطاب بقوله : { فَلاَ تَخْشَوُاْ الناس } لرؤساء اليهود ، وكذا في قوله : { وَلاَ تَشْتَرُواْ بآياتي ثَمَنًا قَلِيلاً } والاشتراء الاستبدال ، وقد تقدّم تحقيقه . قوله : { وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ الله فَأُوْلَئِكَ هُمُ الكافرون } لفظ «مِنْ » من صيغ العموم فيفيد أن هذا غير مختص بطائفة معينة ، بل بكل من ولي الحكم ؛ وقيل إنها مختصة بأهل الكتاب ؛ وقيل بالكفار مطلقاً لأن المسلم لا يكفر بارتكاب الكبير ؛ وقيل هو محمول على أن الحكم بغير ما أنزل الله ، وقع استخفافاً ، أو استحلالاً ، أو جحداً ، والإشارة بقوله : { أولئك } إلى من ، والجمع باعتبار معناها ، وكذلك ضمير الجماعة في قوله : { هُمُ الكافرون } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.