بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَلَا تَقۡرَبُواْ مَالَ ٱلۡيَتِيمِ إِلَّا بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُ حَتَّىٰ يَبۡلُغَ أَشُدَّهُۥۚ وَأَوۡفُواْ ٱلۡكَيۡلَ وَٱلۡمِيزَانَ بِٱلۡقِسۡطِۖ لَا نُكَلِّفُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۖ وَإِذَا قُلۡتُمۡ فَٱعۡدِلُواْ وَلَوۡ كَانَ ذَا قُرۡبَىٰۖ وَبِعَهۡدِ ٱللَّهِ أَوۡفُواْۚ ذَٰلِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ} (152)

ثم قال : { وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ اليتيم } يقول : لا تأكلوا مال اليتيم ولا تباشروه { إِلاَّ بالتي هي أَحْسَنُ } يعني : إلا بالقيام عليه لإصلاح ماله { حتى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ } يعني : احفظوا ماله حتى يبلغ رشده . قال مقاتل : يعني ثماني عشرة سنة . وقال الكلبي : الأشُدُّ ما بين ثماني عشرة إلى ثلاثين سنة . ويقال : حتى يبلغ مبلغ الرجل . ويقال : بلوغ الأشد ما بين ثماني عشرة إلى أربعين سنة . ثم قال : { وَأَوْفُواْ الكيل والميزان } يعني : أتموا الكيل والميزان عند البيع والشراء { بالقسط } يعني : بالعدل { لاَ نُكَلّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا } يعني : إلا جهدها في العدل يعني : إذا اجتهد الإنسان في الكيل والوزن ، فلو وقعت فيه زيادة قليلة أو نقصان ، فإنه لا يؤاخذ به إذا اجتهد جهده { وَإِذَا قُلْتُمْ فاعدلوا } يعني : اصدقوا وقولوا الحق { وَلَوْ كَانَ ذَا قربى } يعني وإن كان الحق على ذي قرابة ، فقولوا الحق ، ولا تمنعوا الحق { وَبِعَهْدِ الله أَوْفُواْ } يقول : أتموا العهود التي بينكم وبين الله . والعهد الذي بينكم وبين الناس . { ذلكم وصاكم بِهِ } يقول : أمركم به في الكتاب { لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } يعني : تتعظون فتمتنعون عما حرم الله عليكم .

قرأ حمزة والكسائي وعاصم في رواية حفص { تَذَكَّرُونَ } بتخفيف الذال . وقرأ الباقون بالتشديد . لأن أصله تتذكرون . فأدغم إحدى التاءين في الذال .