{ وَأَذَانٌ مّنَ الله وَرَسُولِهِ } ، يعني : إعلام من الله ورسوله . عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : كنت مع عليّ بن أبي طالب حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة ببراءة ، فقيل له : ما كنتم تنادون ؟ قال : كنا ننادي إنه لا يدخل الجنة إلا مؤمن ، ولا يطوف بالبيت عريان ؛ ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فإن أجله إلى أربعة أشهر ، فإذا مضت الأشهر فإن الله بريء من المشركين ورسوله ، ولا يحج بعد العام مشرك .
ويقال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر ومعه عشر آيات ، وأمره أن يقرأها على أهل مكة ؛ ثم بعث عليّاً وأمره أن يقرأ هذه الآيات ويقال : إنما أمر علياً بالقرآن ، لأن أبا بكر كان خفيض الصوت وكان عليّ جهوري الصوت ، فأراد أن يقرأ عليّ حتى يسمعوا جميعاً فذلك قوله تعالى : { وَأَذَانٌ مّنَ الله وَرَسُولِهِ } .
{ إِلَى الناس يَوْمَ الحج الأكبر } . وروى الأعمش ، عن عبد الله بن أبي سنان قال : خطبنا المغيرة بن شعبة يوم النحر ، فقال : هذا يوم النحر وهذا يوم الحج الأكبر ؛ وقال الحسن : إنما سمي الحج الأكبر ، لأنه حج أبو بكر فاجتمع فيها المسلمون والمشركون ، ووافق أيضاً عيد اليهود والنصارى فلذلك سمي الحج الأكبر ، لاجتماع المسلمين والمشركين في ذلك اليوم .
وروي عن عليّ رضي الله عنه قال : «الحج الأكبر يوم النحر . وروي عن محمد بن قيس بن مخرمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الحَجُّ الأَكْبَرُ يَوْمُ عَرَفَةَ " وإنما سمي يوم عرفة يوم الحج الأكبر ، لأنه يوقف بعرفة . ويقال : الحج الأكبر هو الحج ، والحج الأصغر هو العمرة . كما قال ابن عباس رضي الله عنهما : العمرة هي الحجة الصغرى ؛ وقال ابن أبي أوفى : الحج الأكبر يوم إهراق الدماء وحلق الشعر وهو يوم النحر .
{ أَنَّ الله بَرِىء مّنَ المشركين وَرَسُولُهُ } ، يعني : ورسوله أيضاً بريء من المشركين . وقرأ بعضهم { وَرَسُولُهُ } بنصب اللام ومعناه أن رسوله بريء من المشركين ؛ وهي قراءة شاذة . ثم قال : { فَإِن تُبْتُمْ } ، يعني : رجعتم من الكفر ، { فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ } من الإقامة عليه . { وَإِن تَوَلَّيْتُمْ } ، يعني : أبيتم الإسلام وأقمتم على الكفر وعبادة الأوثان ، { فاعلموا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِى الله } ؛ يعني : لن تفوتوا من عذابه .
ثم قال : { وَبَشّرِ الذين كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } ؛ وهو القتل في الدنيا والعذاب في الآخرة إلى الأبد في النار .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.