بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَإِنۡ أَحَدٞ مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ ٱسۡتَجَارَكَ فَأَجِرۡهُ حَتَّىٰ يَسۡمَعَ كَلَٰمَ ٱللَّهِ ثُمَّ أَبۡلِغۡهُ مَأۡمَنَهُۥۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَوۡمٞ لَّا يَعۡلَمُونَ} (6)

فقال رجل من المشركين : يا عليّ ، إن أراد رجل منا بعد انقضاء الأجل أن يأتي لمحمد ويسمع كلامه ، أو يأتيه لحاجة أيقتل ؟ فقال عليّ : لا . يقول الله تعالى : { وَإِنْ أَحَدٌ مّنَ المشركين استجارك } ، يعني : استأمنك . ويقال : فيه تقديم ، ومعناه وإن استجارك أحد من المشركين ، يقول : إن طلب أحد من المشركين منكم الأمان ، { فَأَجِرْهُ } ، أي فأمنه ، { حتى يَسْمَعَ كَلاَمَ الله } ؛ يعني : اعرض عليه القرآن حتى يسمع قراءتك كلام الله تعالى ، فإن أبى أن يسلم { ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ } ؛ يقول : فرده إلى مأمنه من حيث أتاك . { ذلك بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ } ، يعني : أمرتك بذلك ، لأنهم قوم لا يعلمون حكم الله تعالى . وفي الآية دليل أن حربياً لو دخل دار الإسلام على وجه الأمان ، يكون آمناً ما لم يرجع إلى مأمنه .