فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لِرَبِّهِۦ لَكَنُودٞ} (6)

{ إن الإنسان لربه لكنود } هذا جواب القسم ، والمراد بالإنسان بعض أفراده وهو الكافر ، والكنود الكفور للنعمة ، وقوله لربه متعلق بكنود قدم لرعاية الفواصل ، وقيل : هو الجاحد للحق ، وقيل : الكنود مأخوذ من الكند ، وهو القطع ، كأنه قطع ما ينبغي أن يواصله من الشكر ، يقال : كند الحبل إذا قطعه ، وقيل : الكنود البخيل بلغة بني مالك ، وقيل : الحسود ، وقيل : الجهول لقدره ، وقيل : العاصي بلغة كند .

وتفسير الكنود بالكفور للنعمة أولى بالمقام ، والجاحد للنعمة كافر لها ، ولا يناسب المقام سائر ما قيل . وعن ابن عباس قال : الكنود بلساننا أهل البلد الكفور ، وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله وآله وسلم قال : " الكنود الكفور " ، أخرجه ابن عساكر ، وعنه قال : " الكنود الذي يمنع رفده ، وينزل وحده ، ويضرب عبده{[1736]} " ، وروي نحوه مرفوعا عنه ، وسنده ضعيف . والموقوف أصح .


[1736]:الطبري 30/ 278.