{ ألم تر كيف فعل ربك } الاستفهام بتقرير رؤيته صلى الله عليه وسلم بإنكار عدمها ، والمراد بالرؤية هنا رؤية القلب ، وهي العلم عبر عنه بالرؤية لكونه علما ضروريا مساويا في القوة والجلاء للمشاهدة والعيان ، وحذفت الألف من { تر } للجازم ، قال الفراء : المعنى ألم تخبر ، وقال الزجاج : ألم تعلم .
وهو تعجيب له صلى الله عليه وآله وسلم بما فعله { بأصحاب الفيل } الذين قصدوا تخريب الكعبة من الحبشة ، وكيف منصوب على المصدرية أو الحالية ، واختار الأول ابن هشام في المغني ، والمعنى أي فعل فعل .
وأما نصبه على الحالية من الفاعل فممتنع ؛ لأن فيه وصفه تعالى بالكيفية وهو غير جائز ، والجملة سدت مسد مفعولي ترى ، والخطاب لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ويجوز أن يكون لكل من يصلح له .
والمعنى قد علمت يا محمد- أو علم الناس الموجودون في عصرك ومن بعدهم- بما بلغكم من الأخبار المتواترة من قصة أصحاب الفيل ، وما فعل الله بهم ، فما لكم لا تؤمنون ، وصاحب الأفيال أبرهة ملك اليمن ، واسمه الأشرم سمي بذلك ؛ لأن أباه ضربه بحربة فشرم أنفه وجبينه ، قال القرطبي : وأبرهة لقب لكل من فيه بياض ، وكان نصرانيا .
والفيل هو الحيوان المعروف ، وجمعه فيول وأفيال وفيلة . وقال ابن السكيت : ولا تقول : أفيلة ، وصاحبه فيال ، وكانت الفيلة ثلاثة عشر ، وإنما وحده ؛ لأنه نسبهم إلى الفيل الأعظم الذي كان يقاد به محمود ، وهو الذي برك وضرب في رأسه ، وقيل : إنما وحده موافقة لرؤوس الآي .
وعن ابن عباس قال : " جاء أصحاب الفيل حتى نزلوا الصفاح ، فأتاهم عبد المطلب فقال : إن هذا بيت الله لم يسلط عليه أحد . قالوا : لا نرجع حتى نهدمه ، وكانوا لا يقدمون فيلهم إلا تأخر ، فدعا الله الطير الأبابيل فأعطاها حجارة سوداء عليها الطين ، فلما حاذتهم رمتهم ، فما بقي منهم أحد إلا أخذته الحكة ، وكان لا يحك الإنسان منهم جلده إلا تساقط لحمه " {[1]} أخرجه ابن المنذر وعبد بن حميد وأبو نعيم والبيهقي .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.