{ ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم ، ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين } .
{ وتب علينا } أي تجاوز عنا والمراد بالتوبة التثبيت ، لأنهما معصومان لا ذنب لهما وقيل المراد وتب على الظلمة منا { إنك أنت التواب } أي المتجاوز عن عباده { الرحيم } بهم .
{ ربنا وابعث فيهم رسولا منهم } ضمير فيهم راجع إلى الأمة المسلمة المذكورة سابقا وقرأ أبي في آخرهم ويحتمل أن يكون الضمير راجعا إلى الذرية وهم العرب من ولد إسماعيل ، وقد أجاب الله لإبراهيم عليه السلام هذه الدعوة فبعث في ذريته رسولا منهم وهو محمد صلى الله عليه وسلم ، وقد أخبر عن نفسه أنه دعوة إبراهيم كما أخرجه أحمد من حديث العرباض ابن سارية{[131]} وغيره{[132]} ومراده هذه الدعوة ، وقد أجمع على ذلك المفسرون ، لأن إبراهيم إنما دعا لذريته وهو بمكة ولم يبعث من ذريته بمكة غير محمد صلى الله عليه وسلم ، فدل على أن المراد به محمد صلى الله عليه وسلم ، والرسول هو المرسل ، قال ابن الأنباري : يشبه أن يكون أصله ناقة مرسال ومرسلة إذا كانت سهلة السير ماضية أمام النوق ، ويقال جاء القوم أرسالا أي بعضهم في إثر بعض .
{ يتلو عليهم آياتك } وهو القرآن { ويعلمهم الكتاب } أي معاني الكتاب من دلائل التوحيد والنبوة والأحكام الشرعية ، والكتاب هو القرآن
{ والحكمة } أي ويعلمهم الحكمة وهي الإصابة في القول والعمل ، ووضع كل شيء موضعه ، والمراد بالحكمة هنا المعرفة بالدين والفقه في التأويل والفهم للشريعة ، وقال قتادة : هي السنة وقيل هي الفصل بين الحق والباطل ، وقال ابن قتيبة : هي العلم والعمل ، ولا يكون الرجل حكيما حتى يجمعهما ، وقال ابن دريد : كل كلمة وعظتك أو دعتك إلى مكرمة أو نهتك عن قبيح فهي حكمة ، وقيل أن المراد بالآيات ظاهر الألفاظ ، والكتاب معانيها ، والحكمة الحكم وهو مراد الله بالخطاب وقيل غير ذلك { ويزكيهم } التزكية التطهير من الشرك وسائر المعاصي { إنك أنت العزيز الحكيم } أي الذي لا يعجزه شيء قاله ابن كيسان ، وقال الكسائي : العزيز الغالب والحكيم العالم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.