{ ربنا واجعلنا مسلمين لك } أي ثابتين عليه أو زدنا منه ، قيل المراد بالإسلام هنا المجموع الإيمان والأعمال { ومن ذريتنا أمة مسلمة لك } من للتبعيض أو للتبيين ، قال ابن جرير : إنه أراد بالذرية العرب خاصة ، وكذا قال السهيلي ، قال ابن عطية : وهذا ضعيف لأن دعوته ظهرت في العرب وغيرهم من الذين آمنوا به ، والأمة الجماعة في هذا الموضع وقد تطلق على الواحد ومنه قوله تعالى { إن إبراهيم كان أمة قانتا لله } وتطلق على الدين ومنه { إنا وجدنا آباءنا على أمة } وتطلق على الزمان ومنه { وادكر بعد أمة } قيل أراد بالأمة أمة محمد صلى الله عليه وسلم بدليل قوله { وابعث فيهم رسولا منهم } .
{ وأرنا مناسكنا } هي من الرؤية البصرية ، والمناسك جمع نسك وأصله في اللغة الغسل يقال نسك ثوبه إذا غسله ، وهو في الشرع اسم للعبادة ، وقيل واحدها منسك والمراد هنا مناسك الحج ، وقيل مواضع الذبح ، وقيل جمع التعبدات ، قال علي : لما فرغ إبراهيم من بناء البيت قال : قد فعلت أي رب فأرنا مناسكنا أبرزها لنا وعلمناها ، فبعث الله جبريل فحج به{[130]} ، وفي الباب آثار كثيرة عن السلف من الصحابة ومن بعدهم يتضمن أن جبريل أرى إبراهيم المناسك ، وفي أكثرها أن الشيطان تعرض له .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.