{ ووصى بها إبراهيم بنيه } الضمير في { بها } راجع إلى الملة الحنفية أو إلى الكلمة أي أسلمت لرب العالمين ، قال القرطبي : وهو أصوب لأنه أقرب مذكور أي قولوا أسلمنا انتهى ، والأول أرجح لأن المطلوب ممن بعده هو اتباع ملته لا مجرد التكلم بكلمة الإسلام ، فالتوصية بذلك أليق بإبراهيم وأولى بهم ، قيل كانوا ثمانية منهم إسماعيل وهو أول أولاده وقيل أربعة عشر { ويعقوب } معطوف على إبراهيم أي وأوصى يعقوب بنيه كما أوصى إبراهيم بنيه ، وكانوا اثني عشر ، وقرئ بنصب فيكون داخلا فيما أوصاه إبراهيم ، قال القشيري : وهو بعيد لأن يعقوب لم يدرك جده إبراهيم وإنما ولد بعد موته .
{ يا بني } قيل أنه من مقول إبراهيم وقيل من مقول يعقوب
{ إن الله اصطفى لكم الدين } المراد بالدين ملته التي لا يرغب عنها إلا من سفه نفسه وهي الملة التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم ، وفي قوله : { فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون } إيجاز بليغ ، والراد إلزموا الإسلام ولا تفارقوه حتى تموتوا ، وهذا استثناء مفرغ من أعم الأحوال أي لا تموتوا على حالة غير حالة الإسلام ، وليس فيه نهي عن الموت الذي هو قهري ، ولهذا قال السيوطي : نهى عن ترك الإسلام وأمر بالثبات عليه إلى مصادفة الموت ، انتهى . والمعنى أن موتهم لا على حال الثبات على الإسلام موت لا خير فيه ، وإن حق هذا الموت أن لا يحصل فيهم ، عن فضيل ابن عياض قال : { مسلمون } أي محسنون بربكم الظن ، ويدل عليه ما روي عن جابر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل موته بثلاثة أيام يقول : " لا يموتن أحد إلا وهو يحسن الظن بربه " . أخرجاه في الصحيحين{[133]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.