فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قَالُواْ سَمِعۡنَا فَتٗى يَذۡكُرُهُمۡ يُقَالُ لَهُۥٓ إِبۡرَٰهِيمُ} (60)

{ قالوا } أي قال الذين سمعوا إبراهيم يقول : { وتاالله لأكيدن أصنامكم } مجيبين المستفهمين لهم { سمعنا فتى يذكرهم } أي يعيبهم ويسبهم . وسمع هنا متعدية لاثنين لدخولها على ما لا يسمع ، فالأول فتى والثاني جملة يذكرهم بخلاف ما لو دخلت على ما يسمع ، كأن قلت سمعت كلام زيد فإنها تتعدى لواحد .

{ يقال له إبراهيم } قال الزجاج : أي هو إبراهيم ، فهو خبر مبتدأ محذوف ، أو مبتدأ محذوف الخبر ؛ أي يقال له إبراهيم فاعل ذلك ، وقيل ارتفع على أنه مفعول ما لم يسم فاعله ، أي يقال له هذا اللفظ ، ولهذا قال أبو البقاء : المراد الاسم لا المسمى . وقيل على النداء أي يا إبراهيم .

ومن غرائب التدقيقات النحوية وعجائب التوجيهات الإعرابية أن الأعلم الشنتمري الأشبيلي قال : إنه مرتفع على الإهمال قال ابن عطية : ذهب إلى رفعه بغير شيء .