فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَٱقۡتَرَبَ ٱلۡوَعۡدُ ٱلۡحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَٰخِصَةٌ أَبۡصَٰرُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يَٰوَيۡلَنَا قَدۡ كُنَّا فِي غَفۡلَةٖ مِّنۡ هَٰذَا بَلۡ كُنَّا ظَٰلِمِينَ} (97)

{ واقترب الوعد الحق } المراد به ما بعد الفتح من الحساب ، وقال الفراء والكسائي وغيرهما : المراد بالوعد الحق القيامة ، والواو زائدة ، والمعنى حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج اقترب الوعد الحق وهو القيامة ، فاقترب جواب إذا ، ومنه قوله تعالى : { فلما أسلم وتله للجبين وناديناه } . وأجاز الفراء أن يكون جوابه فإذا هي شاخصة ، وقال البصريون : الجواب محذوف والتقدير قالوا يا ويلنا وبه قال الزجاج ، وقيل غير ذلك .

{ فإذا هي } يعني القيامة ، بارزة واقعة كأنها آية حاضرة { شاخصة أبصار الذين كفروا } يعني أن القيامة إذا قامت شخصت أبصار الكفار من شدة الأهوال ولا تكاد تطرف من هول ذلك اليوم وهول ما هم فيه . ومعنى شاخصة مرتفة الأجفان ، وإنما هو في القيامة بعد النفخة الثانية ، فالتعقيب عرفي أريد به المبالغة هنا .

{ يا ويلنا } على تقدير القول { قد كنا في غفلة } في الدنيا { من هذا } أي من هذا الذي دهمنا من البعث والحساب { بل كنا ظالمين } أضربوا عن وصف أنفسهم بالغفلة ، أي لم نكن غافلين ، بل كنا ظالمين لأنفسنا بالتكذيب وعدم الانقياد للرسل ،