فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{حَتَّىٰٓ إِذَا فُتِحَتۡ يَأۡجُوجُ وَمَأۡجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٖ يَنسِلُونَ} (96)

{ حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج } حتى هذه هي التي يحكى بعدها الكلام وقيل حتى للغاية ، والمعنى أن هؤلاء المذكورين سابقا مستمرون على ما هم عليه إلى يوم القيامة ، وهي فتح سد يأجوج ومأجوج ، وأطال سليمان الجمل في بيان { حتى } هذه وذكر لها وجوها ، ويأجوج ومأجوج بالهمز وتركه اسمان أعجميان وهما قبيلتان من الإنس ، يقال إنهما تسعة أعشار بني آدم ، والمراد بالفتح فتح السد الذي عليهم على حذف المضاف .

{ وهم } أي يأجوج ومأجوج أو العالم بأسره والأول أظهر { من كل حدب } أي نشز ، وهو كل أكمة وكدية من الأرض مرتفعة ، والجمع أحداب مأخوذ من حدبة الأرض ، ومعنى { ينسلون } يسرعون وقيل يخرجون . قال الزجاج : النسلان مشية الذئب إذا أسرع ، يقال نسل فلان في العدو ينسل بالكسر والضم نسلا ونسولا ونسلانا ، والنسلان مقارنة الخطأ مع الإسراع .

وقال ابن عباس : ينسلون يقبلون ، وقد ورد في صفة يأجوج ومأجوج وفي وقت خروجهم وبيان حالهم ومآلهم أحاديث وآثار كثيرة لا يتعلق بذكرها هنا كثير فائدة ، وكتابنا حجج الكرامة قد اشتمل عليها اشتمالا تاما فليرجع إليه .