فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{لَكُمۡ فِيهَا مَنَٰفِعُ إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمّٗى ثُمَّ مَحِلُّهَآ إِلَى ٱلۡبَيۡتِ ٱلۡعَتِيقِ} (33)

{ لكم فيها } أي في الشعائر على العموم أو على الخصوص وهي البدن كما يدل عليه السياق واجبة أو مندوبة .

{ منافع } ومنها الركوب والدر والنسل والصوف والوبر وغير ذلك مما لا يضرها { إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى } وهو وقت نحرها ، وقيل إلى أن تسمى بدنا ، قاله ابن عباس ، وعن مجاهد نحوه ، وقال : في ظهورها وألبانها وأوبارها وأشعارها وأصوافها منافع إلى أن تسمى هديا ، فإذا سميت هديا ذهبت المنافع .

{ ثُمَّ مَحِلُّهَا } أي حيث يحل نحرها حين تسمى { إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ } المعنى أنها تنتهي إلى البيت وما يليه من الحرم ، فمنافعهم الدنيوية المستفادة منها مستمرة إلى وقت نحرها ، ثم تكون منافعها بعد ذلك دينية .

وقيل إن محلها ههنا مأخوذ من إحلال الحرام ، والمعنى أن شعائر الحج كلها من الوقوف بعرفة ورمي الجمار والسعي ينتهي إلى طواف الإفاضة بالبيت ، فالبيت على هذا مراد بنفسه . قال عكرمة : إذا دخلت الحرم فقد بلغت محلها .