{ وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ } قوم هود { وَثَمُودُ } قوم صالح { وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ } هم قوم شعيب هذه تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتعزية له متضمنة للوعد له بإهلاك المكذبين له ، كما أهلك سبحانه المكذبين لمن كان قبله وفيه إرشاد له صلى الله عليه وسلم إلى الصبر على قومه والاقتداء بمن قبله من الأنبياء في ذلك ، وقد تقدم ذكر هذه الأمم وما كان منهم ومن أنبيائهم وكيف كانت عاقبتهم .
والمعنى فأنت يا أشرف الخلق لست بأوحدي في التكذيب ، فإن هؤلاء قد كذبوا رسلهم قبل قومك فتسل بهم ، قاله الخطيب ، وتأنيث قوم باعتبار المعنى وهو الأمة أو قبيلة واستغنى في عاد وثمود عن ذكر قوم لاشتهارهم بهذا الاسم الأخضر ، والأصل في التعبير العلم ولا علم لغيرهما فلهذا لم يقل : قوم هود وقوم صالح ولم يقل قوم شعيب لأن قومه يشملون أصحاب مدين وأصحاب الأيكة ، وأصحاب مدين سابقون على أصحاب الأيكة في التكذيب له ، فخصوا في الذكر بسبقهم في التكذيب
{ وَكُذِّبَ مُوسَى } فجاء بالفعل مبنيا للمفعول ، ولم يقل وقوم موسى لأن قوم موسى لم يكذبوه ، وإنما كذبه غيرهم من القبط { فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ } أي أخرت عنهم العقوبة وأمهلتهم ، والفاء لترتيب الإمهال على التكذيب وفيه وضع الظاهر موضع المضمر زيادة في التشنيع عليهم ، والنداء عليهم بصفة الكفر .
{ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ } أي أخذت كل فريق من المكذبين السبعة بالعذاب بعد انقضاء مدة الإمهال { فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ } هذا الاستفهام للتقرير أي فانظر كيف كان إنكاري وتغييري ما كانوا فيه من النعم ، وحمل الاستفهام على التعجب أوضح قال أبو حيان : ويصحب هذا الاستفهام معنى التعجب ، فكأنه قيل ما أشد ما كان إنكاري عليهم والنكير اسم من المنكر ومصدر بمعنى الإنكار .
قال الزجاج : أي ثم أخذته فأنكرت أبلغ إنكار ، قال الجوهري : النكير والإنكار تغيير المنكر ، فالمراد بالإنكار التغيير للضد بالضد ، كالحياة بالموت ، والعمارة بالخراب وليس بمعنى الإنكار اللساني والقلبي وأثبت ياء نكير حيث وقع في القرآن ورش في الوصل ، وحذفها في الوقف ، والباقون يحذفونها وصلا ووقفا ،
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.