تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَأَصۡحَٰبُ مَدۡيَنَۖ وَكُذِّبَ مُوسَىٰۖ فَأَمۡلَيۡتُ لِلۡكَٰفِرِينَ ثُمَّ أَخَذۡتُهُمۡۖ فَكَيۡفَ كَانَ نَكِيرِ} (44)

الآية 44 : وقوله تعالى : { فأمليت للكافرين ثم أخذتهم فكيف كان نكير }أي لم يعاقب الله قوما كذبوا رسلهم وقت تكذيبهم الرسل ، بل أمهلهم حتى اغتروا بتأخير العذاب عنهم ، وزادوا{[13134]} لهم تكذيبا وعنادا . فعند ذلك أخذوا ، وعوقبوا بالتكذيب ، وهو ما أخبر عنهم ، وهو كقوله : { لولا يعذبنا الله بما نقول }( المجادلة : 8 ) .

قال الحسن إن الله لم يهلك قوما بأول التكذيب ، ولكن أمهلهم قرنا فقرنا وقوما بعد قوم ورسولا بعد رسول ، فعند ذلك إذا علم منهم أنهم لا يؤمنون أهلكهم ، وإن كان يعلم في الأزل من يؤمن منهم ومن لا يؤمن ؛ حتى يعلم عند ظهور وعلم ابتلاء أنهم لا يؤمنون . وهي كقوله : ]حتى نعلم المجاهدين منكم[ محمد : 31 ] علم{[13135]} ظهور في الخلق /350-أ/ وإن كان يعلم علم باطن وخفي .


[13134]:في الأصل وم: وزاد.
[13135]:في الأصل وم: على.