( ويكلم الناس في المهد وكهلا ) المهد مضجع الصبي في رضاعه ، قاله ابن عباس ومهدت الأمر هيأته ووطأته ، والكهل هو من كان بين سن الشباب والشيخوخة أي يكلم الناس حال كونه رضيعا في المهد قبل وقت الكلام ، وحال كونه كهلا بالوحي والرسالة ، قاله الزجاج .
وقد ثبت في الصحيح أنه لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة منهم عيسى ، وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يتكلم في المهد إلا عيسى وشاهد يوسف وصاحب جريج وابن ماشطة فرعون{[324]} .
وقال الخفاجي : الذين تكلموا في المهد أحد عشر نظمهم الجلال السيوطي في قوله :
تكلم في المهد النبي محمد{[325]} ويحيى وعيسى والخليل ومريم
ومبري جريح ثم شاهد يوسف وطفل لدى الأخذوذ يرويه مسلم
وطفل عليه مر بالأمة التي يقال لها تزني ولا تتكلم
وماشطة في عهد فرعون طفلها وفي زمن الهادي المبارك يختم
انتهى ، وقال قتادة في المهد وكهلا يعني يكلمهم صغيرا وكبيرا ، قال ابن عباس الكهل هو من في سن الكهولة ، وعن مجاهد قال الكهل الحليم .
وعن ابن عباس قال تكلم عيسى ثم لم يتكلم حتى بلغ مبلغ النطق والذي تكلم به هو قوله ( إني عبد الله آتاني الكتاب ) الآية وتكلم ببراءة أمه عما رماها به أهل القرية من القذف .
قال ابن قتيبة لما كان لعيسى ثلاثون سنة أرسله الله فمكث في رسالته ثلاثين شهرا ثم رفعه الله ، وقال وهب مكث ثلاث سنين .
قيل وفي الآية بشارة لمريم بأنه يبقى حتى يكتهل ، وفيه أنه يتغير من حال إلى حال ، ولو كان إلها لم يدخل عليه التغير ، ففيه رد على النصارى ، وقال الحسن ابن الفضل يكلم الناس كهلا بعد نزوله من السماء ، وفيه نص على أنه سينزل من السماء إلى الأرض .
( ومن ) العباد ( الصالحين ) مثل إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب وموسى وغيرهم من الأنبياء ، وانما ختم أوصافه بالصلاح لأنه لا يسمى المرء صالحا حتى يكون مواظبا على النهج الأصلح والطريق الأكمل في جميع أحواله ، وذلك يتناول جميع المقامات في الدين والدنيا في أفعال القلوب وفي أفعال الجوارح ، ولهذا قال سليمان بعد النبوة وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.