{ الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ } قرئ بفتح اللام وبإسكانها فعلى الأولى خلقه فعل ماض نعتا لشيء ، وعلى الثانية ففي نصبه أوجه :
الأول : أن يكون بدلا من ( كل شيء ) بدل اشتمال ، والضمير عائد إلى : كل شيء ، وهذا هو الوجه المشهور عند النحاة .
الثاني : أنه بدل كل من كل ، والضمير راجع إلى الله سبحانه ، ومعنى ( أحسن ) حسن ، لأنه ما من شيء إلا وهو مخلوق على ما تقتضيه الحكمة فمن المخلوقات حسنة .
الثالث : أن يكون ( كل شيء ) هو المفعول الأول ، وخلقه هو المفعول الثاني ، على تضمين معنى أعطى ، والمعنى : أعطى كل شيء خلقه الذي خصه به ، وقيل : على تضمينه معنى ألهم . قال الفراء : ألهم خلقه كل شيء يحتاجون إليه .
الرابع : أنه منصوب على المصدر المؤكد لمضمون الجملة أي خلقه خلقا كقوله : صنع الله ، وهذا قول سيبويه ، والضمير يعود إلى الله سبحانه .
والخامس : أنه منصوب بنزع الخافض ، والمعنى : أحسن كل شيء في خلقه ، ومعنى الآية أنه أتقن وأحكم خلق مخلوقاته ، فبعض المخلوقات – وإن لم تكن حسنة في نفسها – فهي متقنة محكمة ، فيكون هذه الآية معناها معنى أعطى كل شيء خلقه أي : لم يخلق الإنسان على خلق البهيمة ولا خلق البهيمة على خلق الإنسان . وقيل هو عموم في اللفظ خصوص في المعنى ، أي أحسن خلق كل شيء حسن . وقال ابن عباس : أما رأيت القردة ليست بحسنة ، ولكنه أحكم خلقها ، وعنه في الآية قال : أما آنست القردة ليست بحسنة ، ولكنه أحكم خلقها ، وقال : خلقه : صورته . قال أحسن كل شيء القبيح والحسن ، والعقارب ، والحيات ، وكل شيء مما خلق ، وغيره لا يحسن شيئا من ذلك .
وأخرج الطبراني عن أبي أمامة قال : بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ لقينا عمرو بن زرارة الأنصاري في حلة قد أسبل ، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بناحية ثوبه ، فقال يا رسول الله إني أحمش الساقين ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يا عمرو ابن زرارة إن الله عز وجل قد أحسن كل شيء يا عمرو إن الله لا يحب المسبلين ) . أخرج أحمد والطبراني عن الشريد بن سويد قال : ( أبصر النبي صلى الله عليه وسلم رجلا قد أسبل إزاره فقال ارفع إزارك ، فقال : يا رسول الله إني أحنف تصطك ركبتاي ، فقال : ارفع إزارك كل خلق الله حسن ) .
{ وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنسَانِ } يعني آدم خلقه { مِن طِينٍ } فصار على صورة بديعة ، وشكل بديع حسن
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.